أعجوبة القدّيس ميخائيل
كان في مدينة كولوسي كنيسة على اسم القدّيس ميخائيل وقربها حوض ماء يأتيه الناس للإستشفاء من أمراضهم بغسلهم فيه، بواسطة إشارة الصّليب المقدّس وشفاعة صاحب المقام القدّيس ميخائيل.
فجاء رجل وثني له ابنةً وحيدةً خرساء منذ ولادتها وهي في العاشرة من عمرها، رأى جمعاً غفيراً من المسيحيين يغتسلون فيشفون، فسألهم، ماذا تقولون عندما تنضحون بالماء: أجابوا ” باسم الآب والابن والروح القدس، وشفاعة ميخائيل رئيس الملائكة”. ففعل مثلهم وسقى ابنته من الماء، فشفيت حالاً وتكلّمت، فآمن الرجل وعائلته وبعض معارفه. فغضب الوثنيّون وعزموا على هدم الكنيسة بتحويل مياه الحوض إليها.
وكان حارس الكنيسة رجلاً من بعلبك يدعى أرخيبوس تقيّ متعبّد للقدّيس ميخائيل ممارساً الصّلوات والتّقشّفات الكثيرة. ولمّا اجتمع الوثنيّون وأخذوا يحفرون وراء الكنيسة وحول الحوض ليطلقوا المياه عليها. خاف أرخيبوس شرّ العاقبة، فأخذ يتضرّع إلى الله ويستغيث بالقدّيس ميخائيل، وقام في الكنيسة يصلّي.
ولما انتهى الوثنيّون من الحفر، جاءوا ليلاً ليحوّلوا المياه سيلاً يصدم الكنيسة فيهدمها، وإذا بالملاك ميخائل يظهر بقوة ربّ الجنود وبيده عصًا ضرب بها صخرةً عظيمةً كانت قرب الكنيسة، فشقّها وغارت المياه فيها ولم تصب الكنيسة بأذى. فانخذل الوثنيّون وآمن منهم كثيرون. وازداد المسيحيّون تمسّكاً وثباتاً بإيمانهم وتكريماً وتعبّداً للقدّيس ميخائيل وثقةً بشفاعته. ومنذ ذلك الحين، أخذوا يحتفلون بعيد خاص له، تذكاراً لهذه الاعجوبة الباهرة في السّادس من شهر أيلول.