Articles

انتصار ضفضع

كيف استطاع هذا الضّفضع الوصول إلى القمّة، مع أنّ كلّ رفاقه عادوا؟

انتصار ضفضع

مئة ضفضع تجمّعوا اليوم على أقدام جبلٍ عالٍ، وقرّروا التّسابق إلى القمّة.

 

 كلّ الضّفاضع تعلم أنّ المنظر من أعلى الجبل لا يُضاهى، وأنّ رؤيتهم للعالم ستتغيّر، وجميعهم يحملون أمل النّص

 

بحماس، تجمّعوا كلّهم مقرّرين مجابهة كلّ الصّعاب من تعب، وعطش، وتخاذل، واختناق، وجروحات، خصوصًا أنّ طبيعتهم كضفاضع ضعيفة في هذه البيئة.

 

 بدء السّباق، وبدأت الضّفاضع تتخطّى الصّعاب بكلّ حماس. وبعد حين بدأت بعضها تتذمّر من المشقّات ووعورة الطّريق، لكنّ بعض كلمات التّشجيع كانت كفيلة كي تجعلها تكمل الطّريق.

 

عند وصول الاغلبيّة إلى منتصف المنحدر، كثر التّذمّر وباتت الضّفاضع تتحدّث كلّها في وقتٍ واحد، وعلا الضّجيج، وكثرت التّحاليل كلّ واحدٍ من وجهة نظره، إلى أن تمّ الإجماع على العودة لأنّ صعود الجبل أمرٌ مستحيل.

 

فعادت الضّفاضع كلّها إلى الأسفل ما عدا واحد، من دون أن يلتفت يمينًا أو يسارًا، تابع طريقه إلى أن بلغ القمّة. وها هو مندهش، إنّ المنظر من أعلى الجبل أجمل بألف مرّة ممّا كان يتصوّر! نسيَ التّعب والمشقّات واستسلم كلّيًّا للإستمتاع في هذا المنظر الرّائع.

 

كيف استطاع هذا الضّفضع الوصول إلى القمّة، مع أنّ كلّ رفاقه عادوا؟

 

الأمر بسيط: هذا الضّفضع أصمّ!

 

“قرّروا للقداسة بأنفسكم ولا تسمعوا للآخرين!” – رسالة العذراء في سنة ١٩٨٢ لجماعة صلاة.

 

 من كتاب” la paix aura le dernier mot” للأخت Emmanuel Maillard – بتصرّف

Show More

Related Articles

Back to top button