Articles

احتجاب مريم في الانجيل ثمرة لتواضعها

لقد جاء المسيح يسوع إلى العالم بواسطة مريم العذراء الفائقة القداسة وبواسطتها سيملك فيه أيضًا

كانت مريم محتجبة جدًّا في حياتها لذلك دعاها الرّوح القدس والكنيسة: الأمّ المحتجبة. وبلغ بها عمق التّواضع، بحيث لم يجتذبها إلّا حبّ الإحتجاب والتّخفّي عن نفسها وعن كلّ خليقة حتّى لا تظهر إلّا الله وحده.

إنّ الله، نزولًا عند طلبتها بأن يجعلها خفيّة، فقيرة، متواضعة، استحسن أن يحجبها عن كلّ خليقة بشريّة في الحبل بها المبارك، وفي ولادتها، وحياتها والأسرار التي اكتنفتها، وفي انبعاثها وانتقالها، حتّى إنّ والديها لم يعرفاها على حقيقتها، كما أنّ الملائكة كانوا غالبًا يتساءلون فيما بينهم: من هي هذه. لأنّ الله العليّ لم يكشف لهم عن سرّها إلّا القليل القليل.

إنّ الله الآب، رضي أن لا تجترح أيّة معجزة في حياتها تبهر عيون البشر، مع أنّه أعطاها القدرة على ذلك. كما رضي الله الابن أن لا تتكلّم مع أنّه أعطاها حكمته الأزليّة. والله الرّوح القدس رضي أن لا يتكلّم الرّسل والانجيليّون عنها إلّا القليل وبقدر ما تقتضي ضرورة معرفة يسوع المسيح، مع كونها عروسة الرّوح القدس الامينة.

Show More

Related Articles

Back to top button