لقاء الاديان في مديوغوريه بتنظيم جماعة Youth Of Mary
رسالة مريم العذراء في مديوغوريه إلى العالم في ٢٥ تشرين الأوّل ٢٠١٦
“أولادي الأحبّة، إنّني اليومَ أدعوكم: صلّوا من أجلِ السلام. تخلَّوا عن الأنانيّة وعيشوا الرسائلَ الّتي أعطيكم إيّاها. بدونِها، لا يُمكنُكم أن تُغيِّروا حياتَكم. بعيشِ الصلاة، ستحصلون على السلام. وبالعيشِ في سلام، ستشعرون بالحاجة إلى الشهادة، لأنّكم سوف تكتشِفون الله الّذي تشعرون الآن أنّه بعيد. لذلك، صغاري، صلّوا، صلّوا، صلّوا واسمَحوا لله بأن يَدخُلَ إلى قلوبِكم. عودوا إلى الصوم والاعتراف بحيث يمكنُكم التغلّب على الشرّ فيكم ومن حولِكم. أشكرُكم على تلبيتِكم ندائي.”
نظمت جماعة “شبيبة مريم” لقاء في “مديغوريه” في البوسنة والهرسك، جمعت خلاله لمدة أسبوع نخبا فكرية لبنانية ضليعة في الشؤون الروحية، عاشوا سويا تجربة فريدة على أرض تحمل اسم “مريم ملكة السلام” في بلدة يؤمها عشرات ملايين الحجاج سنويا من كل انحاء العالم.
وضم اللقاء مسيحيين ومسلمين من الشيعة والسنة والروم الارثوذكس والروم الكاثوليك والموارنة.
وقد جمع مؤسس جماعة “شبيبة مريم” المهندس جان ناكوزي الوفد الذي ضم، الشيخ نجيب عدره من الطائفة السنية، المحامي حسين جابر رئيس “جمعية مريم ملكة السلام” من طائفة الشيعية، الأب ابراهيم سعد من الكنيسة الارثوذكسية، المحامي الشماس اديب زخور من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك والأب يوسف بطرس الراهب الماروني المريمي.
وأدارت اللقاء الإعلامية ريتا شاهين وكانت جلسات عمل ونقاشات مستفيضة.
ناكوزي
وتحدث منسق الوفد المهندس جان ناكوزي، شارحا “تاريخ البوسنة والهِرسك حيث تتواجد مديغوريه، وأوجه الشبه بينها وبين لبنان لجهة الحروب الاهلية، وأن العذراء مريم لها الدور في إيقاف هذه الحروب ولأجل ذلك توجت ملكة السلام”.
عدره
واعتبر الشيخ نجيب عدره أن “لمريم العذراء مكانتها ومركزها الرفيع في الإسلام، لذلك اذا تأملتم في القرآن الكريم لوجدتم أن المرأة الوحيدة التي ذكر الله إسمها بعبارة صريحة في القرآن الكريم هي “مريم العذراء”. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: “واذا قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين”، لذلك فإن المسلمين والمسيحيين أجمعوا على أن السيدة مريم العذراء هي رمز الطهارة والنقاء والصفاء، وكلها أمور كافية للمسلمين والمسيحيين على أن يجتعوا ويعيشوا مع بعضهم البعض بالأمن والأمان والسلام”.
جابر
وقال المحامي حسين جابر: “إننا كلبنانين بحاجة الى سلام مريم ومحبتها وشفاعتها لأنها تشكل قاعدة التلاقي بين المسلمين والمسيحيين بعد أن جعلها الله وابنها آية للعالمين أي قدوة للبشرية جمعاء”.
سعد
وأكد الأب ابراهيم سعد في كلمته “أهمية أن ننقل هذه الخبرة ونسعى لتفعيل اللقاءات الصادقة، خصوصا حول المفاهيم المشتركة التي تختصرها نظرة المسيحية والإسلام لمريم التي طبعت تاريخ الانسانية جمعاء في طهارتها وطاعتها لكلمة الحق والتي تجمعنا رغم الاختلاف ورغم التباعد المصطنع”.
زخور
وشدد المحامي الشماس أديب زخور على ان “اهمية العذراء مريم تكمن في كونها تجمع المسلمين والمسيحيين للعمل على إرساء الوحدة والسلام بين البشر، وقد اخترنا القديسة مريم التي تشكل الحقيقة المشتركة بين الديانتين كونها مكرمة في القرآن والانجيل آملين أن نكون حقيقة رسل سلام”.
بطرس
واستشهد الاب يوسف بطرس بما قاله البابا يوحنا بولس الثاني بتاريخ 7 ايلول 1989: “لبنان اكثر من وطن، هو رسالة حرية ومثل للتعددية للشرق كما للغرب”.
رسالة سلام
وفي الختام وجه المجتمعون رسالة سلام الى المجتمع اللبناني قيادة ومجتمعا مدنيا وأفرادا، تمنوا خلالها “في ظل ما يحصل في المنطقة وفي العالم من إرهاب، التمييز بين التطرف المدمر البعيد عن كل الديانات السماوية، لأن الأديان بريئة من كل أعمال الارهاب المغذى من التطرف ومن الجهل، حيث أن الصورة تصل خاطئة. فالمسلم ليس عدائي للمسيحي، والمسيحي ليس عدائيا للمسلم، بل بإمكانهم العيش الواحد بأمان في ظل إحترام الخصوصيات”، معتبرين ان “لسنا فقط مع العيش الواحد، لكننا مع دعم اسس هذه الحياة في ظل الشراكة الحقيقية من خلال ضمانة بعضنا البعض على ان لا تكون حالة ظرفية بل قاعدة وأساس للحياة سويا لأن الهدف هو الانسان”.
وختموا بدعاء مشترك جاء فيه: “اللهم اعط سلاما لعالمنا، وفك أسرانا وإشفي مرضانا، ورد غائبنا وإحم لبناننا، ووحد عائلاتنا وإهدي شبابنا، وإحفظ نساءنا وأطفالنا، وارحم موتانا وانصر ضعيفنا. اللهم انت الغني ونحن الفقراء اليك، وانت القوي ونحن الضعفاء اليك، فأغثنا اللهم آمين”.